الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية خطير: السكتة القلبية "غــول" يــداهـم التونسيـيـن وأخـصـائـيـة تكشف الـمستور

نشر في  22 جوان 2016  (11:01)

 احتلت أمراض القلب والشرايين في إحصائيات نشرتها وزارة الصحة العالمية صدارة قائمة الأمراض الحاصدة لأرواح الآلاف ذلك أنّ عدد الوفيات الناجمة عن أمراض القلب يفوق عدد الوفيات الناجمة عن أيّ من الأسباب الأخرى، حيث أنها تقتل ما قارب 300 ألف شخص سنوياً على مستوى العالم  من بينهم 7000 طفل  بمعدل شخص كل دقيقتين .
ولعلّ الأخطر في الأمر والذي يجعلنا ندق ناقوس الخطر هو أنّ مرض القلب يعد القاتل الأول في تونس، حيث تضاعف عدد العمليات على القلب خلال الخمس سنوات الأخيرة في كل الاختصاصات وهو ما أكده وزير الصحة سعيد العايدي في تصريحات له خلال انطلاق أشغال المؤتمر الوطني الأول والملتقى المغاربي الثاني لجراحة الصدر والقلب والشرايين خلال شهر ماي الفارط.
وأضاف العايدي أن نسبة العمليات على القلب ارتفعت خلال الخمس سنوات الأخيرة لتصل إلى 1.8 بالمائة، وكانت وزارة  الصحة قد وضعت إستراتيجية لمكافحة ارتفاع عدد الإصابات بمرض القلب من خلال القيام بحملات توعية للتحسيس بضرورة الإقلاع على التدخين ومتابعة الأشخاص الحاملين لأمراض مزمنة.
أخبار الجمهورية ارتأت في هذا العدد تسليط الضوء على أهم عوامل وأسباب ارتفاع نسب الإصابة بمرض القلب والشرايين في تونس، وأبرز الطرق العلاجية التي يجدر توخيها للتوقي من هذا «الغول» المفزع، فكان لها اتصال بالأخصائية في هذا المجال الدكتورة وفاء فالح من مصحة الضمان الاجتماعي بالعمران للحديث عن هذا الموضوع فكان التالي..

 في البداية وحول أهمّ عوامل الخطر المتعلقة بمرض القلب والأوعية الدموية، أكّدت لنا الدكتورة وفاء فالح أنّ «أهمّ الأسباب» السلوكية والتي تؤدي إلى حدوث هذه الأمراض هو تعاطي التبغ وما يسمى بـ»الشيشة» والتعرّض إلى التدخين السلبي، علاوة على إتباع نظام غذائي غير صحي كتناول الأغذية المشبعة بالدهون والوجبات الخفيفة غير المراقبة صحيا.
كما اعتبرت الدكتور فالح أنّ الجلوس لساعات عديدة تفوق السبع ساعات دون ممارسة أي نشاط بدني مثل رياضة المشي يمكن أن يكون من بين العوامل المسببة لأمراض القلب.
هناك أيضاً عدد من المحددات الأخرى للأمراض القلبية الوعائية وفق ما حددته محدثتنا يتمثل في نسق الحياة اليومي الذي لا يمكن التحكم به في بعض الأحيان ويتمثل في التلوث الهوائي والضغط النفسي الذي يمكن له أن يتسبب في امتداد العروق وأمراض القلب.
هذا إلى جانب عوامل قارة تتمثل في التقدم في العمر بالنسبة إلى الجنسين والوراثة علاوة على انقطاع الدورة الشهرية لدى النساء.
في المقابل كشفت الدكتورة انّ 70 بالمائة من مرضى عيادتها هم من الذين يعانون من انسداد في الشرايين وسنّهم يكون في العادة بين 40 و50 سنة، مشيرة إلى انّه وفي بعض الأحيان لا يشتكي المريض المتعرّض للسكتة القلبية من أية أعراض خاصة بالنسبة للمصابين بمرض السكري.

أهم الأعراض الشائعة التي تنذر بالسكتة القلبية

الدكتورة وفاء الفالح كان لمداخلتها الهامة حديث عن أبرز الأعراض الشائعة التي تنذر بحدوث السكتة القلبية، حيث شدّدت على أن من أهمها الإحساس بألم أو إزعاج في الصدر إثر القيام بنشاط بدني ولو بسيط مثل الصعود في المدارج وعادة ما يحس المريض بانخفاض مستوى الألم بعد 5 دقائق من الراحة.
أمّا الأعراض التي وصّفتها الأخصائية بالأخطر فهي أنّ الإحساس بالألم في الصدر ينتقل إلى المريض ـ خاصة المصابين بداء السكري ـ حتّى أثناء عدم ممارسته أيّ مجهود بدني يذكر حيث يمكن بهذا الشكل أن «تباغته» السكتة القلبية دون حدوث أيّ إنذار أو أعراض.
هذا كما حذّرت محدّثتنا من الخلط بين الإحساس بالألم بالقلب والإحساس بالألم بالمعدة على نحو الشعور بحرقة داخلها، كاشفة أنّ بعض المرضى المعرّضين لخطر الإصابة بالسكتة القلبية يظنون انّهم يشعرون بآلام في معدتهم في حين أنّ تلك الآلام هي ناقوس خطر يدق من أجل تلافي الحذر من عدم سلامة القلب.
وشدّدت الدكتورة في ذات السياق على ضرورة  التماس الأشخاص الذين تظهر عليهم هذه الأعراض الرعاية الطبية على الفور، مع ضرورة التركيز على مرضى السكري عبر إجراء فحوصات التصوير بالصدى والتخطيط الدوري على القلب.

الفرق بين السكتة القلبية والسكتة الدماغية...

في سياق آخر ارتأت الدكتورة أن تبيّن لقراء أخبار الجمهورية الأوفياء الفرق بين أعراض الإصابة بالسكتة القلبية والسكتة الدماغية، معتبرة انّ أعراض الإصابة بالأخيرة يتمثل في الارتفاع اللافت لضغط الدم وذلك بشكل فجئي ممّا يجعل المريض غير قادر على الحركة. علاوة على  الشعور بتخدّر في الوجه أو الذراع أو الساق والإحساس بصعوبة في الكلام أو خلطه إلى جانب فقدان التوازن أو«الدوخة».
 أمّا أعراض السكتة القلبية شيوعاً فهي كما تحدّثنا في السابق أبرزها الشعور بألم كبير في الصدر يرافقه الشعور بالإرهاق والتعب.

 أهمّ الإجراءات الوقائية..

 أكّدت الدكتور وفاء فالح أنّ أغلبية أمراض القلب والأوعية الدموية يمكن الوقاية منها من خلال التصدي لعوامل الخطر مثل تعاطي التبغ وأنواعه والنظام الغذائي غير الصحي خاصة تجنّب تناول المأكولات المشبعة بالدهون التي يمكن لها أن تؤدي إلى السمنة، علاوة على تجنب الخمول البدني ومحاولة القيام بأنشطة بدنية مثلا عبر المواظبة على ممارسة رياضة المشي ولو لمدة نصف ساعة يوما بعد يوم.
كما يحتاج المصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية إلى الكشف المبكر عن خطر الإصابة بالسكتات القلبية وغيرها من خلال اشتراء آلة لقياس ضغط الدم، واتخاذ التدبير العلاجي اللازم باستخدام المشورة الطبية والأدوية عبر المواظبة على زيارة العيادات الطبية المختصة في هذا التخصص.

بعض ضحايا السكتة القلبية بتونس..


• 18 سنة مرت على «أمير التنشيط» في تونس الإعلامي نجيب الخطاب الذي غيبه الموت يوم 25 أفريل 1998 اثر سقطة قلبية مفاجئة.
وهو أحد أبرز الإعلاميين التونسيين في القرن العشرين الذي كان له دور كبير في اكتشاف العديد من المواهب، عمل مذيعا ومقدم برامج  وبدأ بالتعليق الرياضي. وصعد على ركح النجومية بعد تقديمه عدة برامج ناجحة في التلفزة التونسية.
• وفقدت الساحة الفنية التونسية في جانفي 2015 المسرحي القدير والأستاذ الجامعي في المعهد العالي للفن المسرحي بتونس رضا دريرة اثر سكتة قلبية مفاجئة.
 ودرس رضا دريرة بالمعهد العالي للفن المسرحي بتونس واخرج عددا من الأعمال المسرحية المتألقة منها «من كل مشموم نوارة» و«الجثة المطوقة»، وكان من مؤسسي نقابة مهن الفنون الدرامية التي تولى رئاستها في بداية تأسيسها أواخر سنوات 2000 .
• كما انتقل إلى جوار ربه شاب كان في أوج عطائه بسبب سكتة قلبية أودت بحياته في الأيام القليلة الفارطة والفقيد يدعى حمزة السالمي ويبلغ من العمر 22 سنة، وقد أصيب بسكتة قلبية خلال نومه. وتفاعل أصدقاء الفقيد على مواقع التواصل الاجتماعي تأثرا برحيله المفاجئ وهو الذي كان محبا ومقدما على الحياة.
• في سياق متصل فجعت الأسرة التربوية بقفصة بوفاة المربي الفاضل محمد سالم القيم العام بالمعهد النموذجي بقفصة على اثر سكتة قلبية مفاجئة رغم محاولات إسعافه بعد تدخل طبي عاجل لم يكن كافيا لبقائه على قيد الحياة.
 وقد كان الفقيد الذي ووري جثمانه الثرى بمسقط رأسه بمنطقة الطلح التي تبعد حوالي الخمسين كلم عن مدينة القطار وقد عرف بطيب معشره ودماثة أخلاقه وهو المربي الذي عاشر عديد الأجيال .

ملف من إعداد: منارة تليجاني